في سابقة تاريخية، أشرف الرئيس الانتقالي المالي، الجنرال عاصيمي غويتا، يوم السبت، على مراسم انطلاقة القوة المشتركة لتحالف دول الساحل، التي تضم خمسة آلاف جندي. يأتي ذلك قبل انعقاد القمة الثانية للتحالف في باماكو يومي الاثنين والثلاثاء القادمين.
أكد غويتا خلال كلمته أن “تطور أساليب الجماعات الإرهابية يتطلب استجابة استباقية واستعداداً دائماً”، مشيراً إلى أن التهديدات تتجاوز البعد الأمني لتطال الجوانب الاقتصادية والإعلامية والمعلوماتية، مما يستوجب استجابة شاملة.
وصف الرئيس المالي انطلاقة هذه القوة بأنها “لحظة تاريخية” للتعاون العسكري بين دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو، مشيراً إلى أنها ثمرة إعلان نيامي عام 2024 الذي أرسى دعائم التعاون الدفاعي بين دول الساحل.
من جانبه، أشار وزير الدفاع المالي، الجنرال ساديو كامارا، إلى أن المنطقة “تمر بمرحلة تاريخية حرجة”، مؤكداً أن الأمن والسلام والسيادة لا يمكن تفويضها لأي طرف خارجي، وأن القوة المشتركة تعد تتويجاً لتنسيق عسكري مبني على قيم التضامن والأخوة والكرامة.
حضر فعاليات الإطلاق وزراء الدفاع ورؤساء أركان الجيوش والسفراء المعتمدون لدى مالي، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية.
تأتي هذه الانطلاقة الرسمية في وقت تتزايد فيه الهجمات المسلحة في منطقة الساحل، حيث سجلت المنطقة وغرب إفريقيا نحو 450 هجوماً خلال عام 2025، مما أسفر عن مصرع أكثر من 1900 شخص، وفقاً للبيانات الصادرة عن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس).
