تشهد مالي تطورات متباينة على المستويين الأمني والاقتصادي، حيث بدأت العاصمة باماكو تشهد عودة تدريجية للنشاط اليومي بعد نحو أسبوعين من الإغلاق، بينما تعاني بعض المناطق الداخلية من نقص حاد في الوقود وتداعيات اقتصادية واسعة.
ووفقًا لصحيفة ليسور الحكومية، استأنفت بعض محطات الوقود في باماكو تزويد المواطنين بكميات أكبر من البنزين والديزل، مما ساهم في تقليص الطوابير وتحريك وسائل النقل والأنشطة التجارية، وذلك بفضل التنسيق الحكومي والدعم اللوجستي الخارجي.
في المقابل، لا تزال مدن مثل موبتي وتمبكتو تعاني من شح حاد في الوقود وارتفاع الأسعار، مما أدى إلى توقف شبه كامل لحركة النقل، وسط دعوات محلية لضمان توزيع أكثر توازنًا للإمدادات.
وتترافق الأزمة الاقتصادية مع وضع أمني متوتر، حيث تواجه العاصمة ومحيطها ضغطًا من جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”. وقد أدت الهجمات الأخيرة إلى تدمير أكثر من مئة شاحنة صهريج، وسقوط ضحايا من السائقين والمدنيين، بالإضافة إلى حوادث خطف على الطرق المؤدية إلى باماكو.
وأكدت الحكومة المالية أنها تعمل على توسيع توزيع الوقود وتشديد الرقابة على السوق، معتبرة أن الأزمة كشفت عن هشاشة البنية التحتية للطاقة في البلاد. كما جددت التزامها بمواصلة عملياتها العسكرية ضد الجماعات المسلحة واستعادة السيطرة على المناطق الخارجة عن سلطة الدولة، مشيرة إلى ما وصفته بتقدم ميداني أحرزه الجيش في عدد من المناطق.
