يا أطر الترارزة : لا تفشلوا زيارة الرئيس! / محمد الأمين ولد الفاضل

مرة أخرى تبدأ التحضيرات في العاصمة نواكشوط لإنجاح زيارة الرئيس لإحدى ولاياتنا الداخلية. هذه واحدة من الظواهر السلبية التي يجب الابتعاد عنها لمن يسعى حقا لإنجاح زيارة الرئيس.

إن الأنشطة الرئاسية، سواء كانت تدشينات أو زيارات ميدانية هي أنشطة تستهدف كل الموريتانيين، ولذا فيجب أن تُبعد تماما عن التسييس، أما نتائج تلك الأنشطة وما حققت على الأرض فيمكن تسييسه، فللأغلبية الداعمة الحق في أن تعمل على تثمين وتسويق تلك النتائج سياسيا، وللمعارضة الحق في انتقاد تلك النتائج والتقليل من شأنها.

إن أهم دعم يمكن أن يقدمه أطر الترارزة ووجهاؤها ورجال أعمالها لرئيس الجمهورية هو أن يتركوه يطلع ـ وبشكل مباشر ـ على أحوال الساكنة المحلية. أما مزاحمة الساكنة المحلية ومحاولة حجب همومها ومشاكلها عن الرئيس من طرف أطر ووجهاء ورجال أعمال يسكنون في مقاطعة "تفرغ زينة"، يلبسون ثيابا فاخرة، ويمتطون سيارات فارهة، وتبدو عليهم آثار النعم، ويعطون صورة مختلفة تماما عن واقع الساكنة المحلية، أما مزاحمة الساكنة المحلية من طرف أولئك فسيؤدي إلى الانحراف بالزيارة عن أهدافها، أي أنه سيؤدي إلى إفشالها.

دعونا نطرح بعض الأسئلة السريعة، ونجب عليها بشكل أسرع.
سؤال : متى نقول إن زيارة الرئيس لولاية داخلية ما كانت زيارة ناجحة؟

جواب : تكون زيارة الرئيس ناجحة إذا ما حققت الأمور التالية أو بعضها على الأقل:

ـ الاتصال المباشر بالساكنة المحلية والاستماع لهمومها ومشاكلها؛

ـ الاتصال المباشر بالموظفين والعمال الذين يعملون بالولاية المزورة والاستماع لهم؛

ـ الاتصال بالمنتخبين المحليين بالولاية المزورة ( البلديات والجهة) ولا بأس بالاتصال بنواب الولاية المزورة؛

ـ تدشين مشاريع جديدة أو تفقد الإدارات المحلية والاطلاع على أساليب تعاطيها مع الساكنة المحلية.

سؤال : متى يجب أن يبدأ التسويق السياسي للزيارة؟

جواب : عندما تنتهي الزيارة وتحقق تلك الأمور التي ذكرناها سابقا أو بعضها حينها يمكن أن يبدأ تسويق نتائج الزيارة من طرف أغلبية الرئيس الداعمة.

سؤال : ما هي أهم المظاهر التي قد تضر بالزيارة وتحدُّ بالتالي من نتائجها؟

جواب:

ـ توافد أطر ووجهاء ورجال أعمال نواكشوط إلى الولاية المزورة بشكل متزامن مع الزيارة؛

ـ محاولة حجب هموم ساكنة الولاية المزورة عن الرئيس.

تنبيه : هذا المقال ليس موجها فقط لأطر الترارزة، بل إنه موجه لكل أطر ولاياتنا الداخلية، وقد تم اختيار أطر الترارزة لأن زيارة الرئيس القادمة تستهدف ولايتهم.

حفظ الله موريتانيا...